التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الدور المسيحي الرائد إلى الزعيم الأجير!!




بقلم//جهاد أيوب
قبل اشتعال الحرب اللبنانية التي اطلق عليها لقب "الحرب الأهلية" في عام 1975، وكان بطلها حزب الكتائب بحجة سيطرة الفلسطينيين، مع أن قوات ياسر عرفات كانت آنذاك تدرب غالبية الاطراف اللبنانية عسكريا، ومع ذلك لا بد من شرارة تنطلق منها حروب الاغبياء، فافتعلت "جريمة البوسطة" من قبل قوات الكتائب التي تعمدت في حينه حمل لواء المسيحيين، والحقيقة كانت ولا تزال هي تكمن في الزعامة، والمتاجرة من أجل البقاء في السلطة المطلقة، واستغلال خيرات الوطن والشعب المسيحي، واستحمار المواطن المسلم تحت لواء لنا النصف، والنصف الخاص بكم لنا نصفه ولكم النصف الثاني!
انذاك كان المجتمع المسيحي يشكل أكثر من 50% من المجتمع اللبناني، شبه مسيطرا في منافذ الدولة، وشرايين 
التجارة فيها!
والأهم من كل ذلك الوجود، وما لم يتفهمه المجتمع المسيحي، وبالتحديد كنيسة الموارنة، وزعاماتها حتى الان أن الفضل الأول في النهضة العربية "لغة - أدب - فكر - وفن - وسياسة- إعلام" يعود إلى المسيحيين، وبالأخص المسيحي اللبناني، ولو تشعبنا قليلا نجد فكرة القومية العربية، الوحدة العربية، حركة البعث العربي، عمق الناصرية...انطلقت من الفكر المسيحي، لا بل معلقات الشعر عن القضية الفسطينية كانت بحناجر الصوت المسيحي، هذا كله حدث دون حرب، ودون دماء، ومن دون زيادة نائبا هنا ونائبا هناء كما دجل ساسة هذه الأيام من زعامات مسيحية فارغة من الدور المسيحي الرائد في الشرق وفي لبنان تحديدا!
أخذ المسيحيون وتحديدا الموارنة بتسييس دينهم وطوائفهم حتى قضوا على تأثير دينهم في حدود الوطن، اشعلوا #الحرب_الأهلية_اللبنانية، كانوا وقودها الأشرار - هنا لا نبعد الدور الفلسطيني و #الإسرائيلي  #المصري بعد كامب ديفد، ولهذا حديث أخر، ولو لم يجد هذا الدور من يشجعه، ويفتح له الطريق لما توسع وانتصر خاصة من قبل الزعامة المسيحية - وقعت الحرب، ارتكب " #الكتائب" الخطأ القاتل بتشجيع الكنيسة المارونية من خلال انشاء " #القوات_اللبنانية"، والتي بدورها ترعرعت في الكيان الصهيوني، وشكلت صورة عنه مع شعار الصليب، فأرتكبت أبشع الجرائم المشابهة لفعلة جرائم داعش اليوم، نعم القوات اللبنانية الحاملة للصليب المصنع في إسرائيل كانت في الحرب اللبنانية "داعش المسيحية"!
بسبب #داعش_المسيحية تقلص عدد المسيحيين التنويريين في لبنان إلى رقم محزن، وحضر #المال_السعودي بشكل مخيف، زعامات مسيحية اشترت، ومنها سجنت حماية لها، ولتأمين الدور المستقبلي لها كما هو حاصل اليوم، وآخرى هجرت، ونكلت...
والخطأ لثاني الأكبر في الوجود المسيحي برعاية الكنيسة المارونية انذاك كان بالابتعاد عن المشاركة بالدولة، وهجرة الانتخابات فكان أن قلصت جوانح المسيحي بإرادته من وظائف الدولة ومن القرار، واستغل الفريق المسلم السني هذا الغباء المسيحي في الابتعاد، وتحديدا السيد رفيق الحريري، فشكل فريقه من نخبة مسيحية متعلمة، وليست مثقفة في فهم دورها إلى جانب مجموعة من مسلمين شيعة لا ترغب بالمقاومة وبمجابهة إسرائيل مع أن أرضها محتلة خاصة الجنوب اللبناني ذات الاكثرية الشيعية والمسيحية!
هنا بدأت هجرة الشباب المسيحي بشكلها الجنوني، وللأسف لم تتنبه الزعامة المسيحية إلى أن قوة الشرق بثقافة وحضور المسيحي، لعبت بالسياسة الكيدية فيما بينها ومع الشريك، حجمت حضورها من خلال حصولها على الدولارات، تجاهلت الوجود المسيحي الاجتماعي بكذبة الحصول على وزارة أو كرسي نيابي، وأخذت الزعامات المسيحية بغطاء كنسي من افتعال التقسيم السياسي والفعلي داخل الصف المسيحي، والمصيبة الكبرى تجاهل ما يحاك في المنطقة وللبنان حفاظا منها على مكاسب زعماتية ودولارية هجينة حتى أصبح عدد المسيحيين في لبنان أقل من 35 %، أي ليس نصف سكانه، والمناصفة جاءت منة وكذبة!
تجاهلت الحركة المسيحية أو ما تبقى منها لبنانيا ان الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي يقوم على تفكيك المجتمعات المحيطة بها وخاصة لبنان، والقضاء على الجيوش العربية، وانهاء الوجود المسيحي المشرقي، واشعال الفتن العربية بحجة #الربيع_العربي وحقوق الأقلية، وللحق نقول أن المهلل لهذا المشروع بعلم ودراية واحيانا بجهل العنصرية هو الخطاب المسيحي في زعاماته ومع #الكنيسة_المارونية قبل أي خطاب لزعامات الطوائف الثانية من السنة والدروز بعد اغتيال رفيق الحريري!
#خطأ_المسيحية_اللبنانية أنها لم تقرأ تاريخها الحضاري الذي صنعته بثقافة تنويرية مؤثرة، ومن المستحيل أن تصنعه بالدم، وزعاماتها بغالبية مطلقة تبحث عن المناصب على حساب النخبة والتأثير الفكري، لذلك أخترعت حقوق المسيحية الخائفة، وإذا فكرت بالوطنية والعلمانية، والغاء الطائفية حيث تتزعم قيادة هذا الخطاب تسارع لتنقلب عليه كما حدث مع "التيار العوني" بعد وصول العماد ميشال عون إلى كرسي #رئاسة_الجمهورية بدعم لم ولن يتحقق دون قرار المقاومة وفريقها، وأصبح خطاب فريق التيار أكثر تعصبا وطائفيا كما لو كان يتعمد أن يذكرنا بالتاريخ اللبناني قبل نيسان ال 75 ، أي قبيل اشتعال الحرب الفتنة، لا بل دخل لعبة تسييس المطالب طائفيا، وحدثت الوحدة مع القوات التي لم تقم بمراجعة وطنية لدورها ولسياستها، وظل خطابها اللإعلامي مشابها للخطاب الإسرائيل حتى لا أقول خطابها إسرائليا!
هو ليس اتفاقا مسيحيا، بل هو مصلحة بين زعامات مسيحية مبتورة خائفة من تلاشي كرسي الزعامة بعد أنتهاء ولاية الرئيس عون، وهذا الحلف الاتفاق مستعد لاحياء رماد الفتنة الطائفية، والتذكير بالحرب الأهلية، وتخريب البلد من أجل زيادة نائب مسيحي من هنا، ونقل نائب مسيحي من هناك، وكأن هذه الوحدة المسيحية المفبركة والمصنعة في لبنان الخطأ المسيحي الثالث والقاتل، وقد يكون السبب الفعلي لتهجير ما تبقى من مسيحيي لبنان على يد من ينقل البندقية من كتف إلى أخر دون اهتمام بحرمة المسيحي وكيانه وجذوره وشراع ثقافته!
المسيحي اللبناني هو مفتاح حضارة الشرق، بالعلم ينتصر، بالثقافة يتفوق، بالفكر يغير، أما انتقاله إلى بلاد الغرب بسبب غباء بعض زعامات المناصب لن يكون لصالحه، ولن يتمكن من ترك بصمة، أو من زرع ثقافة التغيير المعاصر كما فعل ويفعل هنا...ولعلم، وأشيرها إلى كل مسيحيي المشرق أن الدراسات الأوروبية والغربية الأميركية تؤكد أن المتفوقين من علماء وأطباء وطلاب في جامعات الغرب مسلمين من بلاد الشرق، وتحديدا من #لبنان و #سوريا وممن تبقى من #فلسطين...!!
لماذا؟
لأن في تلك البلاد يشعر #المسيحي بأنه يعيش في ثكنته، بينما المسلم يشعر بأنها مرحلة للأستفادة منها كي يثبت وجوده، بينما المسيحي المشرقي في الشرق هو الأساس، وهو الشريك والفاعل والفعل، وفي الغرب هو مجرد رقم!
هل يعي #المسيحي_اللبناني دوره الطليعي، ويتمكن من طرد زعاماته العنصرية الطائفية التي تستغله لتتربع على اكتافه وتدعسه، ويأخذ بمحاسبتها، وبالإيمان أن المسلم الوطني يحافظ عليه أكثر من الزعيم المسيحي الأجير؟!
#جهاد_أيوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هذه أصواتهن وتجربتهن في الميزان النقدي الحلقة 6 من 8

جوليا بطرس وغياب المغامرة و نجوى كرم التخطيط المغاير بقلم\\ جهاد أيوب • صوت جوليا ثاقب وحساس لا يزعج ويصل بمحدودية • تتعامل جوليا مع صوتها وفنها بكسل دون السفر والبحث • تبدع جوليا في الغناء الوطني والثوري ولا تقنعنا عاطفياً! • نجوى نجمة مزيج من جامعة صباح وأسلوب سميرة توفيق • تمتلك نجوى بحة رائعة لا تعرف استخدامها أحياناً • تتعامل نجوى بحساسية مفرطة مع الملحنين والشعراء ومن حولها يطبل لها كثيرا! جوليا بطرس : صوتها (  alto ). صوت جوليا هادئ، وثاقب، ولماح، يأخذك إلى أفاق ناعمة دون إزعاج، له خصوصية شفافة، ومن قماشه حساسة، ونظراً لعدم المغامرة والتنويع يصلنا بمحدودية ضيقة مع إن الفاهمين بعلم الأصوات يجدون فيه أكثر من ذلك، ولو أن صاحبته غامرت لكانت النتائج مغايرة كلياً. وبصراحة، ورغم أسلوب جوليا في إتقان الغناء الثوري، هي تتعامل مع صوتها بكسل لا يستحقه، وعلى ما يبدو لا تحب المغامرة ونشدد على المغامرة، ولا تسعى للسفر إلى نمط تلحيني وشعري مغاير لخطها، وهذا إن وافقت أو انزعجت يضر بصوتها وبتجربتها، ويضعها في مساحة تتكرر، وتضيق عليها وعلى مسامعنا، ولا أفهم لماذا لا تغامر وتنو

وليد جنبلاط: "سوليدير" دمرت بيروت/ بقلم جهاد أيوب

وليد جنبلاط: "سوليدير" دمرت بيروت "بونجور بيروت" وثائقي جورج صليبي يلملم ذاكرة تندثر • رسم الدهشة في صعوبة أحياء الروح من دمار الأفعال • الفيلم يصفع الفعل والفاعل والذاكرة والمذكور ويتركنا نتألم • عابه تطويل حوارات لا فائدة منها وشهادات شاركت في ذبح بيروت • موسيقى رائعة لـ جاهدة وهبي ونص متفوق والتقاط صورة ناطقة • مشاركة الفنان أسعد قيمة ومونتاج ذكي في مزج الماضي مع الحاضر بقلم||جهاد أيوب        حينما نخاطب الذاكرة نكون قد ضمنا نصف النجاح، ولكن النوايا الحسنة قد لا تصنع التميز رغم العاطفة المتدفقة بحق الماضي الذي يسجن في كلمة" الماضي الجميل" حتى لو كان قبيحاً، لذلك مجرد الانطلاق للحديث عن تاريخ لا يزال حياً نكون قد وقعنا في المحظور والقلق والخوف من النقد المباشر والرفض قبل المشاهدة والتنفيذ، وهذا ما أصاب فكرة انطلاقة فيلم " بونجور بيروت" للزميل الإعلامي والمخرج جورج صليبي، وايضا اصابنا نحن أبناء بيروت وأهلها ومن عايشها ويعرف تفاصيلها الدقيقة، ورقصنا مع زواريبها وشوارعها وعانقنا قصورها ومنازلها، وخاطبنا طيورها وشجرها والوان نو

فضائح برنامج الدعارة المنزلية "نقشت" على  LBC

بقلم// جهاد أيوب هل أفلست الأفكار المحلية حتى نستمرّ بورشة جنون شراء أفكار غربية لبرامجنا الاجتماعية من دون أن تشبهنا أو تناسبنا وتتفق مع صوَرنا؟ هل نحن استهلكنا كلّ إيجابيات عاداتنا وتقاليدنا ودياناتنا وتصرّفاتنا وخبرياتنا وحياتنا اليومية حتى تلاشينا في ساعة ضياع، وقرّرنا أن يكون الإنقاذ عبر تقليد غيرنا مهما كانت الظروف؟ هل نسعى ونبحث عن الشتيمة من هنا وهناك كي نبقى في الواجهة الإعلامية، وبالشتيمة نحصد الإعلانات، ومن الشتائم يحيا النجاح الإعلامي المرئي؟ هل فعلاً نؤمن بالإنسان فينا، ودورنا كإعلاميين أن نعطيه جرعات أمل كي يبقى في بلد لا نعرف كيف يسير، والمواطن فيه تائه بالعنصرية والطائفية والحلم المفقود؟ هل نحن نحن، أو نحن منذ سنوات لم نعد نحن، بخاصة في بعض الخطاب الإعلاميّ المبنيّ على إشعال كل أنواع الغرائز حتى لو كانت حيوانية بعيداً عن رادع يصحّح الخطأ، ويشير إليه بصواب يليق بالحياة، ولا يُشعرنا بعمر نسير فيه ونحن الأموات، وإلا ما معنى أن ننتظر من برنامج تافه مصيرَنا في اكتشاف سعادتنا يدعى «نقشت Take me out»؟ «نقشت Take me out» خبصة بحص جديدة في إعلام يزوّر وجوهنا أكثر ممّا نحن