التخطي إلى المحتوى الرئيسي

افتعال تكفير داعش في مصر لألهاء شعبها عن صوابية المرحلة!



بقلم/جهاد أيوب
      لا نريد الدخول في منهجية تكفير داعش وزمره كما هو حاصل عند المنظرين في المسلمين حيث تناسوا افعال هذه الفئة الضالة من اجرام منظم، والاكتفاء بأنهم من أهل القبلة، والافتاء بعدم تكفيرهم، ولا يجوز وصفهم بالكفر رغم سيرهم على جماجم الاطفال والابرياء!
ان طرح مسألة تكفير الدواعش من عدمه اليوم في مصر بشكل كبير هو تبرير لأفعالهم الهمجية، وتشجيع البيئة الحاضنة، وهي بيئة حاضرة ومتفاعلة للاسف على تبرير الفعل الاجرامي بحجة ما يفهمونه من الدين، وهكذا مبررات تخدر المجتمع، وتبرر الخطأ!
وما عليه داعش من اجرام، وقتل، وارهاب نجده اخطر من الكفر بالخالق، فما نفع ايمانه برب الرحمة والعدل والانسنانية وكل من يسير على نهج الدواعش المدعي الايمان برب العباد يشرب دماء اخيه في الانسانية كما يشرب كوب الشاي، ويذبح الروح ويقول "الله اكبر"، وهنا بيت القصيد في قيمة الوجود والخلق لا التنظير في الكتب والممارسات الاجتماعية الحياتية قاتلة مجرمة!
لا رغبة لدينا بالتنظير، والناس ملت من المنظرين لكثرة الحوارات الفارغة امام الدماء الجامحة، لا بل المنظر في الدين المتلطي خلف داعش اصبح يستسهل قتل الآخر  كما لو كان هذا الآخر لكونه ليس من فصيلته اتيا من كوكب اخر، وخلق من رب آخر، لذلك دعونا نطرح مسألة بسيطة، تكمن بمن يقاتل داعش!
كل البراهين تؤكد أن داعش لا يقاتل، ويذبح، ويدمر، ويسفك دماء، ويفجر، ويغتصب، وينكح، ويقتل الا من يعتبر إسرائيل عدوته، أو يشير إلى كون هذه الآخيرة تحتل فلسطين، ولا يعترف بكيانها الصهيوني، لذلك لا عجب إذا سوق إعلام الصهاينة ومن ينوب عنها في صفوف إعلام الأعراب لداعش كقوة جبارة، ويبرر افعالها لتصل إلى رتبة المعارضة، وجبهة المقاومة، والثورة وما شابه من مفردات فضفاضة على افعالها!
نجد داعش تهاجم، تحارب من لا يشجع على مصالح الغرب في بلادنا، ومنذ انطلاقة داعش حملت شعار مقاتلة المقاومة قبل أن نعرف أهداف وجودها، وقبل دخول حزب الله الذي انتصر على الصهاينة، وقزم جيشها إلى القصير!
وأول عمل تم احراقه من قبل عصابة إسرائيل والأعراب في سوريا كان علم المقاومة، وايضا دون معرفة السبب انذاك!
داعش منذ شرارة الحرب الكونية على سوريا أخذت بمنهجية تدمير سوريا التي تشكل ممانعة في وجه المشروع الأميركي الاسرائيلي السعودي!
داعش اشعلت النار في اليمن لأن الشارع اليمني حينما طالب سلطته الحاكمة بالتغيير قرر مقاتلة إسرائيل، وحمل شعارات فلسطين!
داعش زعزعة أمن البحرين لكون مجتمع البحرين يؤمن بالعروبة وبفلسطين، واغتالت داعش كل مواطن عربي أمن بقتال اسرائيل واللائحة تطول واخرهم الزميل ناهض حبتر في الاردن...
داعش ربيبة دول اعرابية همها كان في السابق افشال مشروع جمال عبد الناصر فأغتالته، وعملت على انحلال راية الوحدة بكل فصولها واطيافها، وتلك الدول الأعرابية لم تكتفي بشراء ذمم الكتاب والإعلام ورجال الدين، و السياسة بل أخذت بزرع فتن في دول عربية جارة لفلسطين، وتحمل راية المقاومة، فكانت الممول الاول لاشعال الحرب اللبنانية في 1975، وأربكت المجتمع اللبناني واحزابه، وأشعلت الفتن الطائفية حيث اوجدت النوافذ مشرعة لها، ولو أردنا ذكر اعاقة انجاح مشروع الدولة في لبنان من قبل الدول الأعرابية التي تمول داعش لاحتجنا إلى ملفات!
ولا عجب إذا وضعنا ما يحدث اليوم في مصر من ذبح المسيحي ضمن جرائم داعش ربيبة أميركا وإسرائيل، ومذاهب بعض دول الأعراب التي تسهل في قاموسها الفكر الداعشي لتأتي انفجارات كنائيس اقباط مصر تبريرا لأفعال زمر الدواعش!
ان تفجيرات كنائس اقباط مصر لا تفهم الا من ضمن سلسلة مقاتلة من انتقد أو هاجم اسرائيل ذات يوم، نعم اقباط مصر بأجراس كنائسهم لا يعترفون بدولة إسرائيل، ومهما نظر من نظر، وبرر من برر لن يعيق صوابية فكرة أن داعش تسير ضمن المشروع الصهيوني حتى لو قالت " لا إلاه إلا الله، ومحمد رسول الله"!
مصر التي تحتوي على 10 الاف جمعية إسلامية ممولة من السعودية بشكل رئيسي، وأخذ إعلامها بغالبيته تكرار  معزوفة ما تطرحه صحف وفضائيات المملكة في تضخيم الصراع الوهمي بين السنة والشيعة، وإغفال دور إسرائيل التي تحتل فلسطين في تدمير بلادنا يتحمل نظامها السابق والحالي ما وصلت إليه ظروف أرض الكنانة، والمطلوب منها أن تصحوا لخطورة الوضع، وتقاومه بعيدا عن الهاء الشارع بكذبة فكرة تكفير داعش من عدمه... افتعال تكفير داعش في مصر جاء لألهاء شعبها عن صوابية المرحلة بعد أن أخذ بالتعاطف مع الرئيس بشار الاسد!
المرحلة حرجة، ولا معسكر ثالث على كوكبنا، اما مع جبهة المقاومة وإما مع جبهة صناع داعش، ولن ينفع الندم حتى لو احرقت بلادنا!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هذه أصواتهن وتجربتهن في الميزان النقدي الحلقة 6 من 8

جوليا بطرس وغياب المغامرة و نجوى كرم التخطيط المغاير بقلم\\ جهاد أيوب • صوت جوليا ثاقب وحساس لا يزعج ويصل بمحدودية • تتعامل جوليا مع صوتها وفنها بكسل دون السفر والبحث • تبدع جوليا في الغناء الوطني والثوري ولا تقنعنا عاطفياً! • نجوى نجمة مزيج من جامعة صباح وأسلوب سميرة توفيق • تمتلك نجوى بحة رائعة لا تعرف استخدامها أحياناً • تتعامل نجوى بحساسية مفرطة مع الملحنين والشعراء ومن حولها يطبل لها كثيرا! جوليا بطرس : صوتها (  alto ). صوت جوليا هادئ، وثاقب، ولماح، يأخذك إلى أفاق ناعمة دون إزعاج، له خصوصية شفافة، ومن قماشه حساسة، ونظراً لعدم المغامرة والتنويع يصلنا بمحدودية ضيقة مع إن الفاهمين بعلم الأصوات يجدون فيه أكثر من ذلك، ولو أن صاحبته غامرت لكانت النتائج مغايرة كلياً. وبصراحة، ورغم أسلوب جوليا في إتقان الغناء الثوري، هي تتعامل مع صوتها بكسل لا يستحقه، وعلى ما يبدو لا تحب المغامرة ونشدد على المغامرة، ولا تسعى للسفر إلى نمط تلحيني وشعري مغاير لخطها، وهذا إن وافقت أو انزعجت يضر بصوتها وبتجربتها، ويضعها في مساحة تتكرر، وتضيق عليها وعلى مسامعنا، ولا أفهم لماذا لا تغامر وتنو

وليد جنبلاط: "سوليدير" دمرت بيروت/ بقلم جهاد أيوب

وليد جنبلاط: "سوليدير" دمرت بيروت "بونجور بيروت" وثائقي جورج صليبي يلملم ذاكرة تندثر • رسم الدهشة في صعوبة أحياء الروح من دمار الأفعال • الفيلم يصفع الفعل والفاعل والذاكرة والمذكور ويتركنا نتألم • عابه تطويل حوارات لا فائدة منها وشهادات شاركت في ذبح بيروت • موسيقى رائعة لـ جاهدة وهبي ونص متفوق والتقاط صورة ناطقة • مشاركة الفنان أسعد قيمة ومونتاج ذكي في مزج الماضي مع الحاضر بقلم||جهاد أيوب        حينما نخاطب الذاكرة نكون قد ضمنا نصف النجاح، ولكن النوايا الحسنة قد لا تصنع التميز رغم العاطفة المتدفقة بحق الماضي الذي يسجن في كلمة" الماضي الجميل" حتى لو كان قبيحاً، لذلك مجرد الانطلاق للحديث عن تاريخ لا يزال حياً نكون قد وقعنا في المحظور والقلق والخوف من النقد المباشر والرفض قبل المشاهدة والتنفيذ، وهذا ما أصاب فكرة انطلاقة فيلم " بونجور بيروت" للزميل الإعلامي والمخرج جورج صليبي، وايضا اصابنا نحن أبناء بيروت وأهلها ومن عايشها ويعرف تفاصيلها الدقيقة، ورقصنا مع زواريبها وشوارعها وعانقنا قصورها ومنازلها، وخاطبنا طيورها وشجرها والوان نو

فضائح برنامج الدعارة المنزلية "نقشت" على  LBC

بقلم// جهاد أيوب هل أفلست الأفكار المحلية حتى نستمرّ بورشة جنون شراء أفكار غربية لبرامجنا الاجتماعية من دون أن تشبهنا أو تناسبنا وتتفق مع صوَرنا؟ هل نحن استهلكنا كلّ إيجابيات عاداتنا وتقاليدنا ودياناتنا وتصرّفاتنا وخبرياتنا وحياتنا اليومية حتى تلاشينا في ساعة ضياع، وقرّرنا أن يكون الإنقاذ عبر تقليد غيرنا مهما كانت الظروف؟ هل نسعى ونبحث عن الشتيمة من هنا وهناك كي نبقى في الواجهة الإعلامية، وبالشتيمة نحصد الإعلانات، ومن الشتائم يحيا النجاح الإعلامي المرئي؟ هل فعلاً نؤمن بالإنسان فينا، ودورنا كإعلاميين أن نعطيه جرعات أمل كي يبقى في بلد لا نعرف كيف يسير، والمواطن فيه تائه بالعنصرية والطائفية والحلم المفقود؟ هل نحن نحن، أو نحن منذ سنوات لم نعد نحن، بخاصة في بعض الخطاب الإعلاميّ المبنيّ على إشعال كل أنواع الغرائز حتى لو كانت حيوانية بعيداً عن رادع يصحّح الخطأ، ويشير إليه بصواب يليق بالحياة، ولا يُشعرنا بعمر نسير فيه ونحن الأموات، وإلا ما معنى أن ننتظر من برنامج تافه مصيرَنا في اكتشاف سعادتنا يدعى «نقشت Take me out»؟ «نقشت Take me out» خبصة بحص جديدة في إعلام يزوّر وجوهنا أكثر ممّا نحن