التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تكريم الزميل جمال فياض في سوريا يمثلنا




بقلم//جهاد أيوب
هو من يبادرك بالسلام قبل أن تبادره، ويرمي تحية تشعرك بأنه يحبك أكثر مما تحبه، مع إن العاملين في الجسم الإعلامي يتميزون بغالبيتهم بعدم المحبة!
هو يرسم ابتسامته المصحوبة بنظرات حادة حاسمة، وواثقة لزوم التجربة والتعب دون أن يزعجك، مع إن غالبية من في الإعلام يفرض علينا تواجده وزناخته، وثقل حضوره!
هو يعطيك رأيه بما يفقه بحسم المعرفة، وانت تصغي إليه باحترام وافقته أو لم تتفق معه، مع إن بقايا الإعلام وأكثرهم يفهم بكل الامور! 
هو يقترب منك بتهذيب هامساً ليقدم لك خبر - لفت نظر، وينسحب كالنسمة، وكأنه لا ينتمي إلى جسم كل ما فيه هوبرة، واستعراضات، وثرثرات!
هو الزميل جمال فياض...ذاك الذي واكب الإعلام العربي الكلاسيكي والجدي والمتزن والمرن، والفوضوي والإعلام الاصفر، ونجاحات الكلمة حينما كان للكلمة رونقها، وإبداعات الزمن الجميل، وأيضاً يعيش اليوم مع الإعلام الافتراضي والمغشوش بكذبة الميديا المعاصرة، والجامح إلى إنتشار أسرع من السرعة، ولكن جمال فياض استوعب تلك وهذه، وجعل من حضوره بصمة تميزه، ولا تشبه آحداً، وحاول أن يتقدم إلى كل تكنولوجيا المرحلة دون أن يتقوقع مع ذاك الماضي وتقنيات الحاضر وتجاربه!
أحببته أم لا...تكريم الزميل د. جمال فياض في سوريا منذ أيام من قبل #مؤسسة_الفينيق_السورية على جهوده الواضحة في الإعلام العربي يعني تكريمنا جميعاً، يعني ان ما قدمه من تعب وصبر، وتحمل من هم في مجال النجومية الفنية الغنائية حيث الغرور الفارغ قد تفوق عليهم جمال، وحسم مكانة ومكانته، ومساحة تليق به، وتجعلنا نحترمه اكثر.
جاء من فرنسا بعد ان درس الإعلام محملاً بأحلام تليق به وبجيله، عمل في مجلة لبنانية كانت على خصام مع غالبية الفنانين، فبدأ حواراته المختلفة، حوارات آنذاك اعتمدت على الجرأة والوضوح، والتقى كبار النجوم، وصالح تلك المجلة مع جميع الفنانين ليلقب بطائر المحبة والتصالح!
وكانت "الصدى"، مجلة ثرية بالأقلام والكلام، وغنية بأبوابها المنوعة، وواثقة من منافسة شرسة دون التنازل، جعلها منبراً للرأي والرأي الآخر... 
وازدادت الحروب في لبنان، وذهب الحلم الورقي الذي توقف عند الأزمة إلى السوشال ميديا، ولكن اسم جمال سبق المجلة، وتنقله ضيفاً محبباً ومطلوباً على فضائيات العرب جعله منافساً لكل نجوم العرب دون أن يقطع برزق آحد منهم ومن أولاد الكار!
أذكر... ومع تلك التجربة وغزارة النشاط والكل يرغب في أن يكون له حضوره بين ذاك الكم المتميز الذي كان، وقد علم جمال بجهودي الفردية كطالب يخوض غمار الفن التشكيلي والادب في بيروت، والسعي الصافي لمنافسة معرضي بمعارض لأهم الفنانين. 
دخل جمال "دار الندوة" في شارع الحمرا، ونظر إلى اللوحات التي كنت أعمل على توضيبها من أجل المعرض، وحسم قراره، وقال:
" كل المطبوعات على حساب "الصدى"، وضمن رعايتها...وبالفعل هذا ما حصل، وانقذ بفعلته هذه شاب لا يوجد معه تكاليف كل المعرض...احتضن، شارك، كتب، وتحدث عن المعرض مع كل من يعرفهم...وكان النجاح...ولم يطلب قرشاً أو حتى قول شكراً...
هكذا عرفت جمال فياض، وبدأت تتعمق الزمالة لأكتشف أنه يساعدك، يطرح اسمك، يترك لك مشاركات في مهرجانات دون أن يربحك الجميل، أو يصيح بانه هو من ساعدك...يفعل بما يفعل ويمشي!
نعم مصلحتي الشخصية قدمها لي جمال دون أن يربحني الجميل، ومصالحنا كإعلاميين في التواصل لم تصيب جمال بمرض إلغاء غيره، وهو فهم أن مصلحة الإعلام أن نكون معاً، ولكل منا جهوده ومساحته!
هذا هو جمال فياض الذي واكبته وعرفته، وربما تختلف معه فكرياً وكتابياً، ولكن ولا مرة سقط، ولا مرة تأمر، ولا مرة لم احترمه وأحبه كزميل وكصديق، وهو الإعلامي المجتهد الذي كرم اليوم وكأننا كرمنا جميعاً...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كبرنا / بقلم جهاد أيوب

كبرنا كبرنا والعمر سكران...بقلم جهاد أيوب كبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا ومرق الحلم من هون من خلف منازلنا صار الحكي يوجع وصار الفكر يلمع يمكن النظر شح ويمكن الجسم رخ وضل قلبي يعن وعن حبك يعاتبنا ****************************** حلوت الحلوات ما عادت تذكرنا وربيع الزهر غاب ما سمع حكايتنا ******************************* اليوم اختلف المشوار وصار الصوت ختيار والقلب شو غدار ما عاد يغرد بسيرتنا ******************************* كل ما مرقت صبية كان يعذب فيني وصار يشرد محتار ما بيعرف شو في اسرار يا رب انت القادر الجبار زارع فينا سنين الغار تاركنا نسبح بالمشوار والشيب ع جدران الدار ونسقي حساسين الروح ونشرب المي من عطر مجروح وكبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا .

في حوار العمر رفض أن يعود شابا... وراض بما حققه من نجاحات

• رفيق سبيعي  لـ "جهاد أيوب ": بسبب الفن تنكر أهلي لي وعشت معاناة وظلما ً • يوم اعترفت بنا الدولة كفنانين كان يوما مهما في حياتي • كان يطلق على الفنان في السابق كلمة"كشكش" وبسخرية *       نهاد قلعي أسس الدراما السورية وأنصح دريد لحام بالعودة إلى شخصية غوار • حققت بعض أحلامي لكنني لم أصل بعد وهناك الكثير لأفعله • أقول لجيل الشباب ألا يستعجلوا فالشهرة جاءتهم على طبق من ذهب • الإذاعة هي المفضلة عندي لأنها تعتمد على التحدي والتعبير الصوتي • أعيش شخصية الطفل ولم أندم على ما قمت به • لم أجامل على حساب اسمي و رفضت دورا في"باب الحارة" رغم حبي لـ بسام الملا • المطربة صباح من زمن لا يعوض وساندتنا دون أن تجرحنا • علاقتي مع دريد لحام فاترة مع أنني أحترمه كشخص وكفنان هذا الحوار أجريته مع الراحل رفيق سبيعي في دمشق 2010، غمرنا بشرف الزيارة، وأنعشنا بكلام نتعلم منه، حوار أصر أن يقول عنه :"حوار العمر"،  تحدث فيه عن أمور كثيرة، وساعتان من الكلام المباح والجميل دون أن يجرح الآخرين، أو ينتقد من عمل معه، كان كما عهدنا به صاحب الشخصية المجبولة بالعن...

ملحم بركات... موسيقار الفن يرحل موجوعا في غفلة الوطن

بقلم/جهاد أيوب  هو صاحب الموهبة المتوهجة.. هو خامة صوتية متدفقة.. هو يمتلك طبقات صوتية عالية ومؤدية باقتدار.. هو واحة من العطاء الموسيقي، والغنائي، والتمثيلي والكلام، والانتقاد... هو جدلية، رافضة، ومحبة، وعاشقة، وصاخبة يعطي رأيه ويدير كبريائه دون أن يلتفت إلى الوراء. إنه ملحم بركات صاحب التطرف في مواقفه، ولا يعرف المجاملة إلا إذا احب، حينها يلغي كل العيوب، ويصب مائه في خانة الدفاع عن من احب، أو العكس إذ لا مجال للحلول الوسط في مواقفه، ويصب جام غضبه دون تردد على هذا وذاك. ملحم بركات تصارع مع الموت، وتصارع مع البقاء في الفن متميزا، وتصارع مع الافضلية كي يبقى في الواجهة زعيما وحاكما في مملكته، ولا ضرر إن مد صوته لسانه السليط إلى مملكة غيره، لا يخاف من خطأ ارتكبه، ولا يكترث من حرب قرر خوضها، البعض اعتبره مجنونا في فنه وصراعاته ورأيه، وأخر اعتبره طيبا، أما أنا كاتب هذه السطور فاعتبره صديقا مزاجيا بامتياز، صافيا بانسانيته، ثائرا كلما شعر بالخطر بقترب منه ومن وطنه. عرفته في كل الظروف، عرفت اطباعه، وجادلته دون الوصول إلى تغيير رأيه، وبصراحة دائما في رأيه السياسي يصيب، ولكن ف...