التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار زياد الرحباني على LBCI اضاعته ديما صادق باشكالية تعاني منها!





بقلم// جهاد أيوب 
كثيرة هي اطلالات الفنان زياد الرحباني في الآونة الآخيرة مع الإعلام اللبناني، ورغم تكرار بعض الحلقات الحالات نتابعه بشغف، ونحاول أن نتقرب من "بوهميته" المحببة دون أن تُزعج، ولكنها تعطي مساحة كي نفكر، ونتأمل ما بعد ما قيل وقال وسيقال! وبصراحة كلما كان المذيع أو المحاور متمكناً، وقام بواجب الإعداد، والبحث والتنقيب، والثقة دون الهبل السياسي كما حال لقائه الآخير الذي سنتطرق إليه يتفوق بالحوار، ويصبح الحوار أكثر جرأة ونجاحاً وتميزاً، وهنا يزداد الضيف اختلافاً، ويزداد زياد قولاً وبوحاً وتطلعاً وخفة ورشاقة، وتوزيع سهامه المقصودة!
في حوار زياد الرحباني من منزله أمس مع ديما صادق على قناة LBCI لم يوفق مطلقاً مع إنه كان جاهزاً للحوار، وهو يدرك من أي شاشة سيطل، ومع من سيتحاور... ووقع الحوار بكثير من الإشكاليات!
وأول الإشكاليات كانت في البث، إشكالية أصابت الضيف بالملل، وأزعجت صاحبة الحلقة حتى بان عليها النرفزة، ولم تتحكم بغضبها المكبوت الذي شاهدناه، ولم تتمسك بحركتها كي تستوعب ما حصل، وما حدث من مشاكل بالعادة يحصل ويحدث في البث المباشر الخارجي!
وثاني الإشكاليات تشاطر ديما في إقحام زياد داخل لعبتها السياسية المكشوفة، ورغم استخدام سلاح الدلال والضحك المتصنع لم تفلح في جر زياد إلى ما تشتهي، ولم تأخذ منه ما رغبت وترغب به من هجومه على حزب الله، أو تطاوله على المقاومة، وكأنها لا تعرف أن زياد يختلف كثيراً عن الآخر، وهو صاحب واقعية المبادئ، ومبادئ الفكر المتحرر من عقد الذات...ربما غابت عنها هذه الحقيقة!
وثالث الإشكاليات أن زياد لم يكن راغباً في الحديث عن الأمور الشخصية في اسهاب رغم فتح ديما لبعض الأمور على طريقتها الخفيفة والمعتمدة على الخفة!
ورابع الإشكاليات أن المخرج لم يتمكن من التقاط كادره بطريقة صحيحة رغم استخدامه لإضاءة جميلة في زوايا المكان، وكانت شريكة في تجميل المنزل.
وغاب أيضاً عن المخرج أن زياد يتصرف بعفوية دون ضوابط وعلى راحته، وهنا المخرج الشاطر يسرق حركته، وايماءياته في حال تضايق، وتعابيره عن سؤال يصله وكله سذاجة، وانزعاجه من حوار لا يتفق معه...كل هذا لم يدركه المخرج، وصور، ونفذ حلقته على طريقة أن ضيفنا شخصية عابرة!
وخامس الإشكاليات، وهي الأهم أن ديما صادق تعاملت مع زياد الاشكالي بخفة كما تتعامل مع بعض من تستضيفهم في الاستديو ليحاورونها كما ترغب وتحب سياسياً لتمر الحلقة بسلام، وهي بدورها تمرر رسائلها ضد من يعنيهم الأمر، لذلك لم تُعد الحلقة إعداداً كافياً، وربما لا يوجد بعض الإعداد من خلال إنها كتبت المحاور دون معرفة وافية بتفاصيلها، ولم تجلس مع المخرج وفريق العمل للاتفاق على بعض التفاصيل، وبالتحديد ما يتعلق بشخص زياد...هذا ما وصلنا!
فرصة اضاعتها ديما لكونها مسكونه بالتطرف الحواري المسيس كما هي تبتغي وتفكر، ولا تستطيع أن تتقبل من ينتقدها أو لا يوافقها فتتوه، وتأخذ الحوار إلى سلق محاورها لتتخلص من الورطة، وفعلاً زياد الرحباني ورطها منذ البداية في وقوع إشكال أخطاء البث إلى إشكال في عدم حماسته بالبوح في نصف الساعة الأولى من الحوار، والباقي مجرد سرد كلامي مدروس من قبله، ولم نجد عفوية فيه، ونعرفه أو قاله في حوارات سابقة!
فرصة اضاعتها ديما لكونها تحاور زياد بعد هذا الكم الذي تحاور فيه خلال هذه الشهور القليلة، وعليها أن تدرس، تعد، وتنجز ما هو مختلف عن غيرها، لا أن تعتمد على ذاكرتها في محاور أصبحت مملة مع زياد وعند زياد!
فرصة اضاعتها LBCI، وهي محطة لها تاريخها في استضافة قيمة فنية، وإشكالية وجودية، وشخصية واضحة وليست مركبة سياسياً إسمها زياد الرحباني، وحتى لو لم تحبه هو حالة ظاهرة، والكل يتابعه!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كبرنا / بقلم جهاد أيوب

كبرنا كبرنا والعمر سكران...بقلم جهاد أيوب كبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا ومرق الحلم من هون من خلف منازلنا صار الحكي يوجع وصار الفكر يلمع يمكن النظر شح ويمكن الجسم رخ وضل قلبي يعن وعن حبك يعاتبنا ****************************** حلوت الحلوات ما عادت تذكرنا وربيع الزهر غاب ما سمع حكايتنا ******************************* اليوم اختلف المشوار وصار الصوت ختيار والقلب شو غدار ما عاد يغرد بسيرتنا ******************************* كل ما مرقت صبية كان يعذب فيني وصار يشرد محتار ما بيعرف شو في اسرار يا رب انت القادر الجبار زارع فينا سنين الغار تاركنا نسبح بالمشوار والشيب ع جدران الدار ونسقي حساسين الروح ونشرب المي من عطر مجروح وكبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا .

في حوار العمر رفض أن يعود شابا... وراض بما حققه من نجاحات

• رفيق سبيعي  لـ "جهاد أيوب ": بسبب الفن تنكر أهلي لي وعشت معاناة وظلما ً • يوم اعترفت بنا الدولة كفنانين كان يوما مهما في حياتي • كان يطلق على الفنان في السابق كلمة"كشكش" وبسخرية *       نهاد قلعي أسس الدراما السورية وأنصح دريد لحام بالعودة إلى شخصية غوار • حققت بعض أحلامي لكنني لم أصل بعد وهناك الكثير لأفعله • أقول لجيل الشباب ألا يستعجلوا فالشهرة جاءتهم على طبق من ذهب • الإذاعة هي المفضلة عندي لأنها تعتمد على التحدي والتعبير الصوتي • أعيش شخصية الطفل ولم أندم على ما قمت به • لم أجامل على حساب اسمي و رفضت دورا في"باب الحارة" رغم حبي لـ بسام الملا • المطربة صباح من زمن لا يعوض وساندتنا دون أن تجرحنا • علاقتي مع دريد لحام فاترة مع أنني أحترمه كشخص وكفنان هذا الحوار أجريته مع الراحل رفيق سبيعي في دمشق 2010، غمرنا بشرف الزيارة، وأنعشنا بكلام نتعلم منه، حوار أصر أن يقول عنه :"حوار العمر"،  تحدث فيه عن أمور كثيرة، وساعتان من الكلام المباح والجميل دون أن يجرح الآخرين، أو ينتقد من عمل معه، كان كما عهدنا به صاحب الشخصية المجبولة بالعن...

ملحم بركات... موسيقار الفن يرحل موجوعا في غفلة الوطن

بقلم/جهاد أيوب  هو صاحب الموهبة المتوهجة.. هو خامة صوتية متدفقة.. هو يمتلك طبقات صوتية عالية ومؤدية باقتدار.. هو واحة من العطاء الموسيقي، والغنائي، والتمثيلي والكلام، والانتقاد... هو جدلية، رافضة، ومحبة، وعاشقة، وصاخبة يعطي رأيه ويدير كبريائه دون أن يلتفت إلى الوراء. إنه ملحم بركات صاحب التطرف في مواقفه، ولا يعرف المجاملة إلا إذا احب، حينها يلغي كل العيوب، ويصب مائه في خانة الدفاع عن من احب، أو العكس إذ لا مجال للحلول الوسط في مواقفه، ويصب جام غضبه دون تردد على هذا وذاك. ملحم بركات تصارع مع الموت، وتصارع مع البقاء في الفن متميزا، وتصارع مع الافضلية كي يبقى في الواجهة زعيما وحاكما في مملكته، ولا ضرر إن مد صوته لسانه السليط إلى مملكة غيره، لا يخاف من خطأ ارتكبه، ولا يكترث من حرب قرر خوضها، البعض اعتبره مجنونا في فنه وصراعاته ورأيه، وأخر اعتبره طيبا، أما أنا كاتب هذه السطور فاعتبره صديقا مزاجيا بامتياز، صافيا بانسانيته، ثائرا كلما شعر بالخطر بقترب منه ومن وطنه. عرفته في كل الظروف، عرفت اطباعه، وجادلته دون الوصول إلى تغيير رأيه، وبصراحة دائما في رأيه السياسي يصيب، ولكن ف...