التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصراخ والدلع العجيب والتصنع يميز ( TeLe StaRs) على المستقبل


بقلم // جهاد أيوب

     لا خلاف على أن برامج المنوعات مطلوبة، وتحديدا في الفضائيات التي تعتمد على المادة السياسية الجاهزة، وابراز الخلافات الطائفية التي تمس الامن الوطني والقومي، وهمها النق، والشكوى وادعاء المظلومية والمسكنة، لذلك تعمد تقديم برامج فنية استفزازية وفضائحية انتقادية لاذعة ضرورية من اجل التخفيف من الضغط على مشاهدها ومتابع اخبارها، وبرنامج (  #TeL_StaRs ) على فضائية "المستقبل" يندرج ضمن المجلة الفنية الانتقادية المطلوبة في مثل ظروف الواقع السياسي والاجتماعي العام والخاص.
التقديم المشترم
البرنامج من تقديم #كارين_سلامة، ومن اخراج #هادي_أبو_وردة، وكان قد قدم شراكة بين كارين والممثل #وسام_حنا ولم يحقق النجاح المطلوب، واستمر رغم انتاجه المتواضع، واعتماده على ما تيسر من الضيوف والصحفيين، ورغم انسحاب حنا منه، وإنتقاله لتقديم برنامج خاص على قناة منافسة، والغريب أن الاستمرار حصل دون تطوير فقراته، ودون دراسة وافية لطبيعة واسلوب وامكانيات كارين!

الصامدة
تعتبر كارين سلامة الاكثر صمودا في قناة " #المستقبل "، ولا تزال تنتظر فرصة أكبر منذ أن توظفت فيها مع انها حصلت على اكثر من فرصة، ولم تستطع من خلالها أن تطور ادواتها، وتقطف النجاح اللافت والمطلوب، ورغم متابعتنا لها منذ انطلاقتها الاولى لا تزال كارين تقف مكانها، ثابتة دون تطور لأدواتها سوى أن العمر يمر كسرعة البرق، لم تتقدم، ولم تختلف عن السابق، فقط زاد ارتفاع صوتها حدة، وصريخها قوة، وغنجها حضورا وانكشافا متعمدا!

ولا ننسى اعتمادها حاليا على الدلع غير المبرر الذي لم يكن سابقا، والاخطر تعمدها اعطاء رأيها الشخصي، ولا يهم إذا كان منطقيا أو مهنيا ومسؤلا، أو معتمدا على النقد والمعرفة، المهم رمي الكلام، وتعبئة الفقرات والسلام!
وبسرعة، ومن دون أي مقدمات توجب، وبمجرد تقديمها لخبرية لا تروق لها تسارع كارين لشخصنة أي خبر وموضوع تقدمه، ومن ثم ترفع صوتها دون أي مبرر، وإذا كان الخبر والموضوع ينسجم مع تطلعاتها وذوقها تجد طريقها إلى الدلع ولا نعرف سببه، وهات يا مديح...وبعد برهة تعيد لتؤكد دلعها مع غنج مفرط ومقحم اقحاما، وإذا شعرت انها لم توفي المادة حقها تزاوج دلعها مع ضحكة قاسية لا تفارقها في كل مناسبات برنامجها... يعني كارين تحب خلط اوراقها كما لو أنها تغرد خارج سرب التقديم، أو هي في منزلها تهتم بأمور الترتيب والاولاد والجيران والزوار، وليس على قناة منتشرة ومشاهدة فضائيا!!
وهذه ميزة تصاحبها منذ مدة في هذا البرنامج مما يفقدها المصداقية والموضوعية، والاغرب اعتمادها على العصبية الواضحة والمزعجة إذا لم يعجبها الخبر أو النقد أو تصرف أحد الفنانين، أما كثرة رفح يدها اليمين واستخدام يدها اليسار لاشارات استنكارية تشعرنا أننا في مأتم، والمنكوبة بفقدان عزيزها تشبر وتكبر وتعبر للدلالة على استنكارها للمصيبة التي وقعت عليها، وهنا نكون قد وصلنا كمشاهدين إلى مشاركتها المصيبة لنقع بمعضلة النقد والصراخ مع من يجالسنا، والافضل في هكذا حال تغيير المحطة، واخذ القرار الحاسم بعدم إعادة فعل المشاهدة حتى لا نعاود المعاقبة، واستفزاز ذواتنا وبارادتنا...

الظلم
وقد نكون من الظالمين  لكارين من خلال هذه الملاحظات المباشرة دون ان نحترم ان هذه الامور التي ولدت معها جراء مسيرتها الطويلة بعيدا عن تقليد الاخرين، فتوصلت إلى ابتكار هذا الاسلوب المغاير كليا عن تقاليد وعادات واصول التقديم.
وقد تكون كارين تعمدت هذه التجربة كي يقال إنها لا مثيل لها، فأدخلتنا بمرحلة جديدة في تقديم البرامج بطريقة مختلفة عن المألوف، وفن الإعلام المعاصر الذي يشبه نكبتنا العامة...
ما ذكرته يشكل نقطة ضعف اساسية في هكذا برنامج،  يعتمد على الخبر، ومن ثم استضافة شخصية صحافية تعطي رأيها في بعض الاعمال الفنية المطروحة للنقد واعطاء الرأي، والاهم أن نتحدث عن اعمال سمعناها وشاهدناها، ولدينا الكثير من المعلومات حولها، وبذلك نضمن الاصابة السليمة والمباشرة بعيدا عن الارتجال في الرأي الذي يسبب التعصيب والصراخ والغنج المدلل وارتفاع الصوت، للاسف فاقد المعلومة يهرب إلى ما ذكرناه من ردود الافعال حتى يغطي عجزه!
لو تشاهد كارين حلقات ما تقدمه، وتراقب ما تفعله، وتقف عند ما تقوله، وكيف تقع في ردات فعلها لخففت علينا تعب المشاهدة ونحن المتطفلين الهاربين إلى معرفة المزيد من اخبار النجوم!
#جهاد_أيوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كبرنا / بقلم جهاد أيوب

كبرنا كبرنا والعمر سكران...بقلم جهاد أيوب كبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا ومرق الحلم من هون من خلف منازلنا صار الحكي يوجع وصار الفكر يلمع يمكن النظر شح ويمكن الجسم رخ وضل قلبي يعن وعن حبك يعاتبنا ****************************** حلوت الحلوات ما عادت تذكرنا وربيع الزهر غاب ما سمع حكايتنا ******************************* اليوم اختلف المشوار وصار الصوت ختيار والقلب شو غدار ما عاد يغرد بسيرتنا ******************************* كل ما مرقت صبية كان يعذب فيني وصار يشرد محتار ما بيعرف شو في اسرار يا رب انت القادر الجبار زارع فينا سنين الغار تاركنا نسبح بالمشوار والشيب ع جدران الدار ونسقي حساسين الروح ونشرب المي من عطر مجروح وكبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا .

في حوار العمر رفض أن يعود شابا... وراض بما حققه من نجاحات

• رفيق سبيعي  لـ "جهاد أيوب ": بسبب الفن تنكر أهلي لي وعشت معاناة وظلما ً • يوم اعترفت بنا الدولة كفنانين كان يوما مهما في حياتي • كان يطلق على الفنان في السابق كلمة"كشكش" وبسخرية *       نهاد قلعي أسس الدراما السورية وأنصح دريد لحام بالعودة إلى شخصية غوار • حققت بعض أحلامي لكنني لم أصل بعد وهناك الكثير لأفعله • أقول لجيل الشباب ألا يستعجلوا فالشهرة جاءتهم على طبق من ذهب • الإذاعة هي المفضلة عندي لأنها تعتمد على التحدي والتعبير الصوتي • أعيش شخصية الطفل ولم أندم على ما قمت به • لم أجامل على حساب اسمي و رفضت دورا في"باب الحارة" رغم حبي لـ بسام الملا • المطربة صباح من زمن لا يعوض وساندتنا دون أن تجرحنا • علاقتي مع دريد لحام فاترة مع أنني أحترمه كشخص وكفنان هذا الحوار أجريته مع الراحل رفيق سبيعي في دمشق 2010، غمرنا بشرف الزيارة، وأنعشنا بكلام نتعلم منه، حوار أصر أن يقول عنه :"حوار العمر"،  تحدث فيه عن أمور كثيرة، وساعتان من الكلام المباح والجميل دون أن يجرح الآخرين، أو ينتقد من عمل معه، كان كما عهدنا به صاحب الشخصية المجبولة بالعن...

ملحم بركات... موسيقار الفن يرحل موجوعا في غفلة الوطن

بقلم/جهاد أيوب  هو صاحب الموهبة المتوهجة.. هو خامة صوتية متدفقة.. هو يمتلك طبقات صوتية عالية ومؤدية باقتدار.. هو واحة من العطاء الموسيقي، والغنائي، والتمثيلي والكلام، والانتقاد... هو جدلية، رافضة، ومحبة، وعاشقة، وصاخبة يعطي رأيه ويدير كبريائه دون أن يلتفت إلى الوراء. إنه ملحم بركات صاحب التطرف في مواقفه، ولا يعرف المجاملة إلا إذا احب، حينها يلغي كل العيوب، ويصب مائه في خانة الدفاع عن من احب، أو العكس إذ لا مجال للحلول الوسط في مواقفه، ويصب جام غضبه دون تردد على هذا وذاك. ملحم بركات تصارع مع الموت، وتصارع مع البقاء في الفن متميزا، وتصارع مع الافضلية كي يبقى في الواجهة زعيما وحاكما في مملكته، ولا ضرر إن مد صوته لسانه السليط إلى مملكة غيره، لا يخاف من خطأ ارتكبه، ولا يكترث من حرب قرر خوضها، البعض اعتبره مجنونا في فنه وصراعاته ورأيه، وأخر اعتبره طيبا، أما أنا كاتب هذه السطور فاعتبره صديقا مزاجيا بامتياز، صافيا بانسانيته، ثائرا كلما شعر بالخطر بقترب منه ومن وطنه. عرفته في كل الظروف، عرفت اطباعه، وجادلته دون الوصول إلى تغيير رأيه، وبصراحة دائما في رأيه السياسي يصيب، ولكن ف...