التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحلقة الاولى واقع الدراما العربية 2016 “على المكشوف “/بقلم جهاد ايوب


الحلقة الاولى واقع الدراما العربية 2016 “على المكشوف 


/بقلم جهاد ايوب




الاستخفاف بعقل المشاهد واستسهال العمل وغياب المسؤولية (1 من 5 )
رمضان2016 : دراما الممكن والهروب إلى الكوميديا
• لا نزال نعمل على دراما الموسم والمرحلة ولا تأسيس للعمل الدائم
• شح الانتاج اسند الادوار إلى وجوه فنية متواضعة الموهبة
• منهجية “أضرب وأهرب” لا يصنعا ابداعا ولا فنا ولا ثقافة!
• واقع الدراما يرافق الواقع السياسي المتحكم بالاقتصاد وبالتنفيذ
• اقتصاد العرب لا يؤمن بالتنمية وبالفن كصناعة منتجة
• الدراما تؤثر لذلك دخل بعض المال السياسي لاغراقها بنمطية مخيفة
• الفنان العربي المنتج ومجتمعه يعيشان مخاض اكتشاف الذات والهوية وتاريخهم ورغيف الخبز
• القطاع الخاص سيد الدراما ومحكوم بشروط وقوانين المستهلك
• كلما كنت ساذجا ولا تحترم العقل وتبرز الجنس بحجة الحرية تنتشر عربيا
• الضوابط العربية اليوم لم تعد اخلاقية أو دينة بل مزاجية وسياسية
• غياب الاعمال الدينية بالمطلق وعدم الاهتمام بأعمال الاطفال والشباب
• تقليص البرامج الحوارية و ابراز مناسبات الاعراس والموت والافراح والايقاع البطيئ والممل عند الغالبية
• عدم الاعتماد على التصوير الخارجي والاكتفاء بديكورات البيئة الضيقة
• مساهمة أبناء النجوم بتنفيذ الاعمال و تعمد تسويق خلافات النجوم من قبل النجوم و مشاركة النجم الواحد بأكثر من عمل
• عمليات التجميل ونفخ الشفايف قللت من مصداقية الاداء والمكياج النافر سمة مشتركة بين نجمات مصر وسورية
• ننقذ الدراما من التسطيح والترفيه اذا ساهمت الدولة ببناء مفاهيم عصرية معتمدة على الحرية المسؤولة
• غياب انتاج الفضائيات الخاصة والتنافس فيما بينها كان متواضعا





تحاول الدراما العربية المتمثلة بالأعمال السورية والمصرية والخليجية واللبنانية اختصار وجودها من خلال دراما الممكن، والعمل على ما تيسر بسبب ظروف المنطقة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، والاخطر أنها تعمل على تكريس معادلة “أننا في موسم الدراما المختصرة بشهر رمضان ولسنا نعمل على وجود دراما عربية” أي أننا نتعامل مع الدراما كمرحلة موسمية عابرة وليست تأسيسية، صحيح ليس من الخطأ التفكير بالمردود المالي، ولكن العمل على منهجية “أضرب وأهرب” لا يصنعا ابداعا ولا فنا ولا ثقافة!


الفن بكل فصوله وأنواعه صناعة، والصناعة تصب في دعم الاقتصاد، وفي الصناعة لا بد من رابح، والرابح أحيانا ماديا أو معنويا أو الاثنين معا، وحتى تكتمل الصورة على الدولة أن تتنبه، وتلتفت لكون الفن مسؤولية فكرية، وشركة منتجة اقتصاديا، والاقتصاد يعيش في عمق الازمات مهما كانت سلبية أو ايجابية، ويجد المخارج له كي يستمر بالربح، لذلك لا خلاف على أن الواقع الفني بما حمل من ثقافة ورسم وشعر ومسرح ودراما وغناء رفيق الواقع السياسي، والواقع السياسي يسير ويطور الحالة الاجتماعية، ويتحكم بواقع الاقتصاد، واقتصاد العرب غير مؤمن بالتنمية، وبمداخل اقتصادية جديدة منها الانتاج الفني، ويسجل للراحل جمال عبد الناصر ايمانه بصناعة الفن وخاصة السينما والغناء كمدخول اقتصادي رئيسي، اقتصاد عرب اليوم شبه مسجون، وبنسبة كبيرة مسجون بحركة البترول، والنسب الصغيرة الباقية تفكر وتكد وتتصارع، وترضى بالربح المتواضع جراء وسائل مختلفة متاحة عن قصد من قبل المتحكم بالاقتصاد!


كما أن اقتصاد العرب مرهون بيد الخط السياسي الغربي، وهذا الأخير يسوق مع بعض حكامنا لمزيد من تفقرنا وافقارنا، وتخديرنا وعدمية السماح لنا بالنهوض والتفكير، وبما أن الدراما العربية، ومنذ أكثر من 15 سنة هي واجهة الفن والثقافة العربية، ومؤثرة، دخل إليها تعمدا بعض المال العربي السياسي المشبوه ليغرقها بنمطية مخيفة، وبسياسة تلجم التحرك المطلبي والفكري الحر لصالح الغنم والسير مع القطيع، وهذا يرضي بعض الزعامات المحنطة والفاسدة، ويجمد اللحظات، ويفرح عقلية التزمت الطائفي الديني، ويحقق رغبات سياسة الغرب في الدخول إلى عمق ثقافة العرب، وتخديرها وتشويهها، وسياسة الغرب تتألق كلما تركت المبدع العربي والمجتمع العربي يعيشان في مخاض دائم من أجل اكتشاف الهوية، والتخاصم مع التاريخ، والبحث عن الذات ورغيف الخبز، انها  معضلة كل فرد عربي منتج.. والمصيبة التي تسعد عبيد الغرب، وتساهم في تدني اعمالنا الابداعية خاصة في الدراما نجدها في تخبط الفنان والمثقف المحاصر بالإعلام المسف والكاذب، وسوق التوزيع.. وتخبط المبدع عندنا يكمن في اكتشاف كيفية انسجامه مع محيطه ومجتمعه، والحصول على لقمة عيشه، وتأمين ضمان شيخوخته وهو في ربيع العمر، وأن لا يعيش التناقض والازدواجية حيث الغالبية تقع فيهما!

الانقاذ

انقاذ الفن والدراما والثقافة تكمن في حماية هذه الصناعة، وهذه الحماية تنجح إذا ساهمت الدولة ببناء مفاهيم عصرية في التعامل معها وليس أن تنظر إليها كأدوات تخديرية وترفيهية!
الصناعة تحتاح إلى حرية وبناء جسر ثقة، وتسويق محترم بعيدا عن التسول، وحتى نجد هذا سيبقى القطاع الخاص سيد لعبة الدراما، يخنق موهبة وينشر وجوه لا موهبة فيها، القطاع الخاص بغالبيته يهمه مستهلك معين ولا يكترث للأخر، يعمل طيلة العام على تحقيق شروط وضوابط المستهلك الغني، وتنفيذ قوانينه الخاصة جدا، وهذا الاخير لا يؤمن بأن الدراما الانسانية قيمة وجودية وفنية تحرك الفكر، وتنتقد وتصوب وتبرز الامور، لذلك المنتج الخاص يغرق في أن يخدم تطلعات وسياسات المستهلك الذي سيدفع سعر الساعة التلفزيونية.


وحتى لا نطيل الشرح في قضية انتاج الدراما العربية وتسويقها لا بد من الاشارة إلى أن الضوابط العربية اليوم لم تعد اخلاقية أو دينة بل مزاجية وسياسية، وكلما كنت ساذجا ولا تحترم عقل المشاهد، و تبرز الجنس بحجة الحرية والجرأة تستطيع أن تنتشر في الاسواق العربية، ألمهم أن لا تدخل متاهات الفكر وغابات التنور، لذلك استسهال العمل الفني من أبسط أمور العرب رغم التقنية العالية التي استوردت معداتها من الخارج!

نتاج هذا العام


تضمنت دراما رمضان لعام 2016  حوالي 56 عملا عربيا، والغالبية للسوري والمصري والاعمال المشتركة مع عملين بدويين، وتختصر بأنها دراما الممكن وما هو متاح، وقد تشاركت بكثير من الملاحظات السلبية، منها غياب الاعمال الدينية بالمطلق، عدم الاهتمام بأعمال الاطفال والشباب، كثافة للاعمال الكوميدية الفقيرة انتاجيا، سرعة في التصوير، وبان ذلك من خلال العديد من المشاهد التي تحتاج إلى تعديل، وإعادة تصوير لفقرها في الاقناع، تقليص البرامج الحوارية، ابراز مناسبات الاعراس والموت والافراح حيث تطويل مدة الحلقة دون افادة، الايقاع البطيئ المقيت والممل عند الغالبية، وعدم الاعتماد على التصوير الخارجي، والاكتفاء بديكورات البيئة الضيقة باستثناء ما صور في لبنان حيث استغل جمال الاماكن والطبيعة بشكل رائع، مساهمة أبناء النجوم بتنفيذ الاعمال، تعمد تسويق خلافات النجوم من قبل النجوم انفسهم إلى الإعلام، مشاركة النجم الواحد بأكثر من ست مسلسلات بطولة، تعمد بعض الفضائيات ان يكون العرض حصريا وهذا قلل من انتشار الاعمال الناجحة، عمليات التجميل ونفخ الشفايف قللت من مصداقية الاداء عند المشاهد خاصة في الشامية منها، المكياج النافر وفي عز الفجر سمة مشتركة بين نجمات مصر وسورية!
ولا ننسى ظهور الشح الإنتاجي على صعيد اختيار بعض الفنانين غير المناسبين لأدوارهم، والبحث عن مخرج متفهم للواقع الإنتاجي لا يفرض شروطه ومتطلباته والاكتفاء بأماكن تصوير تقلل المصروف، يضاف إلى ذلك التقليل من النثريات.


كما كان واضحاً تواضع غالبية الإنتاج الخاص بكل الفضائيات العربية،  منها من ابتعد عن عملية صناعة الدراما كما فعلت “المنار” لأسباب مالية بحت، وهجرت هذه المغامرة بعد أن عودتنا على تكريس خطها السياسي والاجتماعي ضمن دراما الواقع والتاريخ القريب، ونظرا للشح الإنتاجي ألغت أيضا الحوارات المنوعة، ولم تعمل على استضافة الوجوه الفنية والاجتماعية والإعلامية في برامج خاصة، وفي المقابل حاولت ” mbc ” المحافظة على تميزها بخجل، واستمرت بتقدم الأفضل لكون المنافسة معها لم تعد ممكنة، وقدمت باقة من أجمل البرامج، ونوعت بين الكوميدي والتراجيدي والانتقاد والساخر الساذج، وحصدت أكبر نسبة مشاهدة, أما باقي الفضائيات حاولت المنافسة بقدر إمكانياتها، وقراءاتها لواقع جمهورها خاصة اللبنانية منها، وأبرزها ” lbc -ldc ”  التي اعتمدت على الدراما اللبنانية، ومجموعة مسلسلات عربية منوعة، تليها قناة الجديد ” NTV ” حيث عرضت أفضل الإنتاج العربي، و من ثم ”  MTV “، وبتواضع ” NBN ” وأخيراً ” المنار” و ” OTV “.

غدا الدراما السورية..





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كبرنا / بقلم جهاد أيوب

كبرنا كبرنا والعمر سكران...بقلم جهاد أيوب كبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا ومرق الحلم من هون من خلف منازلنا صار الحكي يوجع وصار الفكر يلمع يمكن النظر شح ويمكن الجسم رخ وضل قلبي يعن وعن حبك يعاتبنا ****************************** حلوت الحلوات ما عادت تذكرنا وربيع الزهر غاب ما سمع حكايتنا ******************************* اليوم اختلف المشوار وصار الصوت ختيار والقلب شو غدار ما عاد يغرد بسيرتنا ******************************* كل ما مرقت صبية كان يعذب فيني وصار يشرد محتار ما بيعرف شو في اسرار يا رب انت القادر الجبار زارع فينا سنين الغار تاركنا نسبح بالمشوار والشيب ع جدران الدار ونسقي حساسين الروح ونشرب المي من عطر مجروح وكبرنا بسرعة والزمن سبقنا والعمر سكران ع باب مخادعنا .

في حوار العمر رفض أن يعود شابا... وراض بما حققه من نجاحات

• رفيق سبيعي  لـ "جهاد أيوب ": بسبب الفن تنكر أهلي لي وعشت معاناة وظلما ً • يوم اعترفت بنا الدولة كفنانين كان يوما مهما في حياتي • كان يطلق على الفنان في السابق كلمة"كشكش" وبسخرية *       نهاد قلعي أسس الدراما السورية وأنصح دريد لحام بالعودة إلى شخصية غوار • حققت بعض أحلامي لكنني لم أصل بعد وهناك الكثير لأفعله • أقول لجيل الشباب ألا يستعجلوا فالشهرة جاءتهم على طبق من ذهب • الإذاعة هي المفضلة عندي لأنها تعتمد على التحدي والتعبير الصوتي • أعيش شخصية الطفل ولم أندم على ما قمت به • لم أجامل على حساب اسمي و رفضت دورا في"باب الحارة" رغم حبي لـ بسام الملا • المطربة صباح من زمن لا يعوض وساندتنا دون أن تجرحنا • علاقتي مع دريد لحام فاترة مع أنني أحترمه كشخص وكفنان هذا الحوار أجريته مع الراحل رفيق سبيعي في دمشق 2010، غمرنا بشرف الزيارة، وأنعشنا بكلام نتعلم منه، حوار أصر أن يقول عنه :"حوار العمر"،  تحدث فيه عن أمور كثيرة، وساعتان من الكلام المباح والجميل دون أن يجرح الآخرين، أو ينتقد من عمل معه، كان كما عهدنا به صاحب الشخصية المجبولة بالعن...

ملحم بركات... موسيقار الفن يرحل موجوعا في غفلة الوطن

بقلم/جهاد أيوب  هو صاحب الموهبة المتوهجة.. هو خامة صوتية متدفقة.. هو يمتلك طبقات صوتية عالية ومؤدية باقتدار.. هو واحة من العطاء الموسيقي، والغنائي، والتمثيلي والكلام، والانتقاد... هو جدلية، رافضة، ومحبة، وعاشقة، وصاخبة يعطي رأيه ويدير كبريائه دون أن يلتفت إلى الوراء. إنه ملحم بركات صاحب التطرف في مواقفه، ولا يعرف المجاملة إلا إذا احب، حينها يلغي كل العيوب، ويصب مائه في خانة الدفاع عن من احب، أو العكس إذ لا مجال للحلول الوسط في مواقفه، ويصب جام غضبه دون تردد على هذا وذاك. ملحم بركات تصارع مع الموت، وتصارع مع البقاء في الفن متميزا، وتصارع مع الافضلية كي يبقى في الواجهة زعيما وحاكما في مملكته، ولا ضرر إن مد صوته لسانه السليط إلى مملكة غيره، لا يخاف من خطأ ارتكبه، ولا يكترث من حرب قرر خوضها، البعض اعتبره مجنونا في فنه وصراعاته ورأيه، وأخر اعتبره طيبا، أما أنا كاتب هذه السطور فاعتبره صديقا مزاجيا بامتياز، صافيا بانسانيته، ثائرا كلما شعر بالخطر بقترب منه ومن وطنه. عرفته في كل الظروف، عرفت اطباعه، وجادلته دون الوصول إلى تغيير رأيه، وبصراحة دائما في رأيه السياسي يصيب، ولكن ف...