بقلم //جهاد أيوب
"التجربة الإعلامية وجب ان تُعلم إذا عرفت مكامن الخلل فيها لا أن تنتظر الفعل المقبل، وتبقى هي المفعول به!!"..
حتى اللحظة لا يزال محور المقاومة مفعول به، وليس هو الفاعل، والحدث الوحيد الذي كان فيه فاعلاً، وانقذ من خلاله المنطقة والمحور هو دخول المقاومة استباقياً إلى سوريا!
كما كان لمباغتة فعل تحرير "القصير" انقلاب موازين المؤامرة على صناعها الصهاينة والأعراب واميركا!
نسرد هذا حتى نشير إلى أن إعلام الممانعة هو كسياستها يعيش على سياسة تلقي الضربات، وحالة المباغته الدائمة رغم كل هذه التراكمات، وبرامج الحشو الكلامي الفاضح للمؤامرة المستمرة وما شابه، وحتى لا نطيل التنظير، وهذا ليس ملعبنا فقط نلقي لمحة على ما حدث منذ أيام في ايران، وكيف تعامل إعلام ايران ومن يدور في فلكها مع حدث في قلب الحدث!
ثلاثة أيام والصورة مشوشة في إعلام محور الممانعة، ولم تتمكن إيران عبر هذا الكم من فضائياتها من شرح ما يحدث، ولم تؤمن وجوه إعلامية لتفسر وتنطق وتشرح ما يحاك ويدور على ارضها، ولا نبالغ إذا قلنا أن الخطاب الأول الذي خرج من إعلام إيران كان مع مطالب الشارع، وأن من تظاهر لديه حقوق، وهذا الخطاب الاولي ولد عطفاً مع الحاصل، وكاد أن يزيد عدد المتظاهرين لولا غباء وحماقة وتسرع الفاعلين، وافتضاح امرهم مع الممولين والمنفذين والمخططين بسرعة البرق، لا بل تصريح ترامب المخبول، والسياسة الإعلامية الحاقدة لإعلام السعودية وتوابعها وإسرائيل، والتصرف الاهوج لمن كلف بالنزول إلى الشارع من احراق علم البلاد، وتكسير المؤسسات العامة، وافتعال الضرر هو الذي كشف الخطة، وجعل المواطن الايراني يعيد حساباته وليس سياسة الإعلام الايراني، وفهلوة التحليلات السياسية المتعصبة!
لا نكابر، ولن نسمح بتمسيح الجوخ، ماحدث هو فشل الإعلام الايراني الداخلي، وهذا يعني فشل منظومة الإعلام الإيراني الخارجي، أعلم كلمة "فشل" ستسبب المشاكل لي، وقد تزعج المعنيين ولكن لا بد من صفعة وفية ...
ومن أجل الشفافية وجب الاشارة إلى أن الايام الاولى للاحداث اصابت القنوات التابعة والمؤيدة بالصمت فما كان من القلقين والمحبين غير الانتقال إلى قنوات الخصم لأخذ المعلومة، ومعرفة ماذا يحدث...هذا ما حصل، ولا يهم الإدعاء والتكاذب، وتهليل ماسح الجوخ لغايات مادية، ومصالح شخصية!!
ما حدث في المنظومة الإعلامية المحلية والتابعة خارجياً يعني فشل في مخاطمة جمهورنا قبل غيرنا، ويعني ان التقنين، والسجن، والتنظير، وعقد التزمت الديني والحزبي لا يفيد في الخطاب الإعلامي بل يضر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لآن النتيجة كانت واضحة!
وحتى من هو في الصف الايراني صدق ما يقوله الاعلام الآخر...هذه صفعة لا يستهان بها، وتتطلب جلسة مصارحة، والتفكير باستراتيجية غير مسجونة بالتنظير بل بمواكبة المجتمع والقضية؟
نعم ايران هي خزان الدعم المقاوم ولا خلاف في ذلك، والتظاهرات التي رُسمت من اعداء ايران نفذت إعلامياً من قبل المخطط بذكاء، والقدر اربك ساستها ففُضحت، وماحدث يجب أن يكون درساً في فهم الميديا، والعمل السريع قبل فوات الاوان على تغيير جذري في الخطة الإعلامية المتبعة والتي فشلت فشلاً مقلقاً، وللعلم كثرة الفضائيات ووسائل الإعلام التابعة لا يعني انك نجحت، ربما واحدة متميزة تلجم الجميع، وتتربع على عرش التأثير، وهذا لم يحدث!
المطلوب ولادة استراتيجية إعلامية مغايرة لمحور المقاومة الحالي، وتحديداً في الخطاب الإعلامي الايراني!
التدين الانفعالي لا يصنع ثوابت في طرح القضية بل يعقدها إعلامياً، والتدين التقليدي المتبع في الخطاب الإعلامي يربكه، ويشتته، ويأخذه إلى التخلف بحجة المحافظة والتقليدية والخوف من المقبل، ولجم الحقيقة، والغوص في ضبابيات الإعلام الديكتاتوري!
كما لا يستطيع الفكر الديني أن يصنع إعلاماً يخاطب الجميع، والتجارب هنا وهناك أكدت فشلها، ولا يستطيع الفكر الحزبي أن يصنع اعلاماً مختلفاً، وكلنا يشهد فشل الاعلام الحزبي والديني بغالبيته دون أن نعمم، وهكذا إعلام ينتهي بالديكتاتورية في التعامل مع المعلومة ولا يكون بمستوى الرأي العام، ويثبت نظرية أن الواقع يغيب، والحقيقة لا تقال خوفاً من كشف واقعية المرحلة وربما لإبقاء المتلقي جاهلاً ...
الفكر التديني التقليدي و الحزبي المتزمت ساهما في فبركات احداث لم توافق تطلعاتهما فوقعا في شرور عدوهم إعلامياً!!
نعم الفكر التديني الديني والحزبي العقائدي يصنعا ثقافة التهذيب والاخلاق والارشاد في التعامل الاجتماعي، ولكن التجربة في إعلامهما كانت مغايرة لكونهما لا يثقان برواد إعلامهما وبغالبية جمهورهما مع الحدث والمعلومة، وهذه تولد فقدان الشفافية، وتجعلهما يلعبان بالمصداقية.
ومن أجل صورة واضحة اشير إلى أن كثرة التهذيب في الإعلام يفقد الهوية، وكثرة التحفظ في الإعلام يشتت الحقيقة، ويجعلنا جميعاً نقع في الخوف المحتوم، والخوف في الإعلام يجعله مجرد اصوات تقليدية، روتينية لا تخاطب المرحلة والمستقبل والمتلقي الحالم بالافضل!
مررنا في لبنان مع هكذا إعلام، ولو أخذنا إعلام المقاومة نجده مغرقاً بكثير مما ذكرنا، ولكن الإعلام الحربي في المقاومة نجح، وأثر في حدود دوره الاستقلالي لآن القائمين عليه ابتعدوا عن الظهور، وتنافس الوظيفة، واستمروا بشفافية الجهود الاستشهادية، وساعدهم تراكم الانتصارات ...وجب التنبه إلى هذه التجربة، والاستفادة منها، وتطويرها على الإعلام الاجتماعي والسياسي الذي فشلت فيه ايران ومن معها!
لا نقول الإعلام الايراني في المحنة الآخيرة أخفق، بل فشل لأننا امام إعلام دولة ومن حولها أعداء لا يستهان بهم، وينتمون إلى شياطين الأرض!
للأسف غالبيتنا لا يعرف عن ايران إلا ما ينشره الغرب، وبعض الصناعات العسكرية، ولم يستطع إعلام ايران ايصال التطور الحاصل فكرياً، وثقافياً وفنياً، ورياضياً، والغريب ان فنون السينما فيها تحتل الجوائز العالمية ولا ندري عنها!
كما أن الشعب الايراني فيه فقراء وحالات تعاني وجب ان يتم القاء الصورة عليها حتى يتم تطويرها، ومناقشتها دون الخوف منها، وهذا يكبر النظام ولا يصغره!
ينتظر ايران في الأيام المقبلة تحركات داخلية مشابهة، وربما اقوى فعدوها يخطط، ويصر أن يكون الفاعل إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، وإذا لم نعمل على استغلال ثغراته، وافعاله، وخيانات من معه، وصنع وثائقيات تفضحه، وبرامج حوارية كاشفة لمشاريع العدو بعيداً عن ضيوف الكلام المنمق، والإعداد الجاهز لكل زمان، وعرض العملاء، وما فعلوه وسيفعلونه بكل وضوح وشفافية، وقول الاسماء كما هي سنقع فريسة سهلة لإعلام الآخر، وهذا لا يرحمنا لآنه وجد ضمن خطة لا يوجد فيها نظام الثرثرة والبركة الذي نتمتع به في إعلام دول واحزاب الممانعة...للأسف المجاملات قضت على الحقائق في إعلامنا!!
"التجربة الإعلامية وجب ان تُعلم إذا عرفت مكامن الخلل فيها لا أن تنتظر الفعل المقبل، وتبقى هي المفعول به!!"..
حتى اللحظة لا يزال محور المقاومة مفعول به، وليس هو الفاعل، والحدث الوحيد الذي كان فيه فاعلاً، وانقذ من خلاله المنطقة والمحور هو دخول المقاومة استباقياً إلى سوريا!
كما كان لمباغتة فعل تحرير "القصير" انقلاب موازين المؤامرة على صناعها الصهاينة والأعراب واميركا!
نسرد هذا حتى نشير إلى أن إعلام الممانعة هو كسياستها يعيش على سياسة تلقي الضربات، وحالة المباغته الدائمة رغم كل هذه التراكمات، وبرامج الحشو الكلامي الفاضح للمؤامرة المستمرة وما شابه، وحتى لا نطيل التنظير، وهذا ليس ملعبنا فقط نلقي لمحة على ما حدث منذ أيام في ايران، وكيف تعامل إعلام ايران ومن يدور في فلكها مع حدث في قلب الحدث!
ثلاثة أيام والصورة مشوشة في إعلام محور الممانعة، ولم تتمكن إيران عبر هذا الكم من فضائياتها من شرح ما يحدث، ولم تؤمن وجوه إعلامية لتفسر وتنطق وتشرح ما يحاك ويدور على ارضها، ولا نبالغ إذا قلنا أن الخطاب الأول الذي خرج من إعلام إيران كان مع مطالب الشارع، وأن من تظاهر لديه حقوق، وهذا الخطاب الاولي ولد عطفاً مع الحاصل، وكاد أن يزيد عدد المتظاهرين لولا غباء وحماقة وتسرع الفاعلين، وافتضاح امرهم مع الممولين والمنفذين والمخططين بسرعة البرق، لا بل تصريح ترامب المخبول، والسياسة الإعلامية الحاقدة لإعلام السعودية وتوابعها وإسرائيل، والتصرف الاهوج لمن كلف بالنزول إلى الشارع من احراق علم البلاد، وتكسير المؤسسات العامة، وافتعال الضرر هو الذي كشف الخطة، وجعل المواطن الايراني يعيد حساباته وليس سياسة الإعلام الايراني، وفهلوة التحليلات السياسية المتعصبة!
لا نكابر، ولن نسمح بتمسيح الجوخ، ماحدث هو فشل الإعلام الايراني الداخلي، وهذا يعني فشل منظومة الإعلام الإيراني الخارجي، أعلم كلمة "فشل" ستسبب المشاكل لي، وقد تزعج المعنيين ولكن لا بد من صفعة وفية ...
ومن أجل الشفافية وجب الاشارة إلى أن الايام الاولى للاحداث اصابت القنوات التابعة والمؤيدة بالصمت فما كان من القلقين والمحبين غير الانتقال إلى قنوات الخصم لأخذ المعلومة، ومعرفة ماذا يحدث...هذا ما حصل، ولا يهم الإدعاء والتكاذب، وتهليل ماسح الجوخ لغايات مادية، ومصالح شخصية!!
ما حدث في المنظومة الإعلامية المحلية والتابعة خارجياً يعني فشل في مخاطمة جمهورنا قبل غيرنا، ويعني ان التقنين، والسجن، والتنظير، وعقد التزمت الديني والحزبي لا يفيد في الخطاب الإعلامي بل يضر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لآن النتيجة كانت واضحة!
وحتى من هو في الصف الايراني صدق ما يقوله الاعلام الآخر...هذه صفعة لا يستهان بها، وتتطلب جلسة مصارحة، والتفكير باستراتيجية غير مسجونة بالتنظير بل بمواكبة المجتمع والقضية؟
نعم ايران هي خزان الدعم المقاوم ولا خلاف في ذلك، والتظاهرات التي رُسمت من اعداء ايران نفذت إعلامياً من قبل المخطط بذكاء، والقدر اربك ساستها ففُضحت، وماحدث يجب أن يكون درساً في فهم الميديا، والعمل السريع قبل فوات الاوان على تغيير جذري في الخطة الإعلامية المتبعة والتي فشلت فشلاً مقلقاً، وللعلم كثرة الفضائيات ووسائل الإعلام التابعة لا يعني انك نجحت، ربما واحدة متميزة تلجم الجميع، وتتربع على عرش التأثير، وهذا لم يحدث!
المطلوب ولادة استراتيجية إعلامية مغايرة لمحور المقاومة الحالي، وتحديداً في الخطاب الإعلامي الايراني!
التدين الانفعالي لا يصنع ثوابت في طرح القضية بل يعقدها إعلامياً، والتدين التقليدي المتبع في الخطاب الإعلامي يربكه، ويشتته، ويأخذه إلى التخلف بحجة المحافظة والتقليدية والخوف من المقبل، ولجم الحقيقة، والغوص في ضبابيات الإعلام الديكتاتوري!
كما لا يستطيع الفكر الديني أن يصنع إعلاماً يخاطب الجميع، والتجارب هنا وهناك أكدت فشلها، ولا يستطيع الفكر الحزبي أن يصنع اعلاماً مختلفاً، وكلنا يشهد فشل الاعلام الحزبي والديني بغالبيته دون أن نعمم، وهكذا إعلام ينتهي بالديكتاتورية في التعامل مع المعلومة ولا يكون بمستوى الرأي العام، ويثبت نظرية أن الواقع يغيب، والحقيقة لا تقال خوفاً من كشف واقعية المرحلة وربما لإبقاء المتلقي جاهلاً ...
الفكر التديني التقليدي و الحزبي المتزمت ساهما في فبركات احداث لم توافق تطلعاتهما فوقعا في شرور عدوهم إعلامياً!!
نعم الفكر التديني الديني والحزبي العقائدي يصنعا ثقافة التهذيب والاخلاق والارشاد في التعامل الاجتماعي، ولكن التجربة في إعلامهما كانت مغايرة لكونهما لا يثقان برواد إعلامهما وبغالبية جمهورهما مع الحدث والمعلومة، وهذه تولد فقدان الشفافية، وتجعلهما يلعبان بالمصداقية.
ومن أجل صورة واضحة اشير إلى أن كثرة التهذيب في الإعلام يفقد الهوية، وكثرة التحفظ في الإعلام يشتت الحقيقة، ويجعلنا جميعاً نقع في الخوف المحتوم، والخوف في الإعلام يجعله مجرد اصوات تقليدية، روتينية لا تخاطب المرحلة والمستقبل والمتلقي الحالم بالافضل!
مررنا في لبنان مع هكذا إعلام، ولو أخذنا إعلام المقاومة نجده مغرقاً بكثير مما ذكرنا، ولكن الإعلام الحربي في المقاومة نجح، وأثر في حدود دوره الاستقلالي لآن القائمين عليه ابتعدوا عن الظهور، وتنافس الوظيفة، واستمروا بشفافية الجهود الاستشهادية، وساعدهم تراكم الانتصارات ...وجب التنبه إلى هذه التجربة، والاستفادة منها، وتطويرها على الإعلام الاجتماعي والسياسي الذي فشلت فيه ايران ومن معها!
لا نقول الإعلام الايراني في المحنة الآخيرة أخفق، بل فشل لأننا امام إعلام دولة ومن حولها أعداء لا يستهان بهم، وينتمون إلى شياطين الأرض!
للأسف غالبيتنا لا يعرف عن ايران إلا ما ينشره الغرب، وبعض الصناعات العسكرية، ولم يستطع إعلام ايران ايصال التطور الحاصل فكرياً، وثقافياً وفنياً، ورياضياً، والغريب ان فنون السينما فيها تحتل الجوائز العالمية ولا ندري عنها!
كما أن الشعب الايراني فيه فقراء وحالات تعاني وجب ان يتم القاء الصورة عليها حتى يتم تطويرها، ومناقشتها دون الخوف منها، وهذا يكبر النظام ولا يصغره!
ينتظر ايران في الأيام المقبلة تحركات داخلية مشابهة، وربما اقوى فعدوها يخطط، ويصر أن يكون الفاعل إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، وإذا لم نعمل على استغلال ثغراته، وافعاله، وخيانات من معه، وصنع وثائقيات تفضحه، وبرامج حوارية كاشفة لمشاريع العدو بعيداً عن ضيوف الكلام المنمق، والإعداد الجاهز لكل زمان، وعرض العملاء، وما فعلوه وسيفعلونه بكل وضوح وشفافية، وقول الاسماء كما هي سنقع فريسة سهلة لإعلام الآخر، وهذا لا يرحمنا لآنه وجد ضمن خطة لا يوجد فيها نظام الثرثرة والبركة الذي نتمتع به في إعلام دول واحزاب الممانعة...للأسف المجاملات قضت على الحقائق في إعلامنا!!
#جهاد_أيوب
#ايران
#الإعلام_الايراني
#الممانعة
#المقاومة
تعليقات
إرسال تعليق