بقلم//جهاد أيوب
لم تعد الذاكرة تستوعب بطولات أهل الأرض، وملوك التراب، وأسياد الوطن!!
لسنا السبب، ولا نتحمل المسؤولية لوحدنا، هناك من زور في تواريخنا، وزرع في الإعلام ثقافة العبيد، وسوالف التافهين!!
حاولوا اختراعات الفتن كي نبتعد عن النعم، أشغلوا أيامنا بالمصائب والرزق وثوب الفنانات، وخلافات الساقطين والعابرات، وهرولوا إلى الصهاينة!!
لسنا السبب، ولا نتحمل المسؤولية لوحدنا، هناك من زور في تواريخنا، وزرع في الإعلام ثقافة العبيد، وسوالف التافهين!!
حاولوا اختراعات الفتن كي نبتعد عن النعم، أشغلوا أيامنا بالمصائب والرزق وثوب الفنانات، وخلافات الساقطين والعابرات، وهرولوا إلى الصهاينة!!
حاربوا نفحات المقاومين، وارادوا التزوير في صفحات المناضلين، قطعوا الأرزاق، وقيدوا الفكر بسجون التراخي، والجنس والعباطة، وأموال الزيت، ورخصوا الحكايات، وأشعلوا الغرائز كي يطفوا لهيب الحقائق!!
...لكنهم يخسرون كلما فتحنا صفحة من بصمات هذا الشعب الأسمر من شمس التبغ، والقمح، والتين والزيتون!
يخسرون كلما أشرقت شمس حروف المناضلين الأوفياء للمواقف، ومقاومين شهداء لسلاح يرفض الاحتلال والقيود والخنوع!
يخسرون القبس مهما توسلوا الخيانات، لأن أجيال المقاومة تسلم الراية إلى أجيال، لأن أهلنا جبلوا من معدن الرجال الرجال، والنساء النساء، لأن امهاتنا تغرد فرحا إذا سقط ابنها شهيدا، ولأن صبر نظرات اباء الشهداء تخيف الصقور، وتعلم الأسود، وتتواضع للطيور!
نحن أهل الجنوب لا نعرف الخنوع، وتاريخنا تواريخ الزنود والبواسل وحراس الحدود الأشداء على الأعداء، والرحماء على أهلنا الأوفياء!
مع كل بارقات النهار تلوح في الافق الأنهار، ترسم على ضفافها سيرة الأخيار ممن قاتل من ملحه صهاينة الاحتلال، وعفاريت الخنوع والانزواء والانعزالية والجبناء، واليوم 17 أيار...يا له من انتصار، من فوز الدماء على السيف، من قامة سمراء تحمل ربيع العمر صنع صاحبها، وتصنع للأجيال، وأحاك قائدها نسيج الكبرياء...17 أيار 1984 تاريخ استشهاد قائد عملية الفرار الكبير من معتقل انصار الشهيد أحمد علي رمضان أبن بلدة الدوير، تلك الراسخة في جذور المقاومة.
الدوير جنوبية المكان، لبنانية الجذور، مقاومة الروح والانتماء فيها من صفعات التاريخ رغم مسامير الأيام حكايات الاعتزاز، من الشهيد قاسم رمال ثالث شهيد يسقط مع المقاوم أدهم خنجر إلى شهداء حربنا مع إسرائيل، وشهداء حرب تموز 2016 تحية للشهيد البطل أحمد رمضان!
عملية فرار أحمد علي رمضان المنتسب إلى الحزب الشيوعي كانت في 17 أيار 1984 ذكرى اتفاقية الذل والعار، العملية هي سنديانة وجب التلطي تحت فيئها كي نتعلم الف باء القرار، وهي درس في عنفوان أهلنا الأحرار، يشربون الكرامات مع حليب الأمهات، ويرعون ماشيتهم ليتعرفوا على حقول اجدادهم!
يتصالحون مع الفقر كما حال الشهيد أحمد لينتصروا عليه ببصمة تخلد التاريخ لا العكس في الخلود!
يعرفون أسرار الإيمان، ويصلون للجمال، ويطعمون الطيور، ويحملون البنادق لقتال الاعداء!
يأكلون من خيرات أرضهم، ويشاركون طعامهم مساكين احيائهم، ولا يهتمون للمظاهر!
يكتبون الشعر، يغنون مع المواسم، يعشقون العلم، ويحرثون الأرض، ويزرعون الحقول!
وهذا المقاوم أحمد علي رمضان ترعرع مع صبر والدته فكان حرا، وسار مع فقر والده إلى كرامة لا تعرف العوز حتى أدرك عدوه، فنال منه قبل أن يغتاله جحود وخيانة بعض أبناء العم في القبائل العربية!
17 أيار منارة لكل المناضلين على الأرض، 17 أيار محاولة ناجحة في كسر قيود الاعتقال الصهيوني على أرض أنصار الجنوبية، يومها سجن كل العرب في أنصار، وقيد لبنان في أنصار، وشوهت حقائق مدعي الوطنية في أنصار، وصفع من كان رئيسا وهميا لجمهورية الموز اللبناني في أنصار!
أحمد علي رمضان...لك علينا حق حمل حكايتك في كل الفصول، ولك علينا أن نبوح بقصتك ليتعلموا منها النضال، ولك علينا رفع رؤوسنا بدماء جسدك الطاهر لنزرع في أرضك النرجس والرياحين لربما أزحنا الستائر السوداء عن حقد العملاء...لربما تعلموا منك أصول الشرف والكرامة...
تعليقات
إرسال تعليق