بقلم//جهاد أيوب
فعلا الشهرة والاضواء والميديا تصيب الشخص وخاصة الفنان بجرثومة الغرور، او بجرثومة الفهم العارم، وتجعله المعلم الذي لا يرتكب المحرمات والخطأ والخطيئة، وطائرا ومحلقا في الفضاء ولا يسير على الارض، واقدامه لا تلامس التراب، وعلى الامة السير خلفه كما هو حاصل مع المطرب صابر الرباعي في خطيئة فعلته الأخيرة، ومن كان يستمع إلى تصريحاته وحواراته في السنوات الخمس الماضية يدرك صحة ما نشير إليه، وكم من فنان سقط نتيجة الاضواء!
أخطأ المطرب صابر الرباعي في ذهابه عن طريق المحتل الاسرائيلي للغناء في الاراضي المحتلة، وأخطأ أكثر حينما اطل عبر تلفزيون سلطة أبو مازن يتبجح كما لو كان فاتحا للقدس، لم يخطئ كضيف عبر تلك المحطة، ولكنه أخطأ حينما اخذ يعلمنا واجبنا والمقاومة، وينظر علينا، ويرفع راية انه حقق النصر الكبير في زيارته تلك، ويطالب كل فنان عربي بمجاراته، وبفعل الزيارة التي تمت عبر معبر صهيوني، ولا نستطيع أن نقول عن ذلك إلا فعل الهبل!
والخطأ الاكبر، والمغلف بالتصرف الاهوج غير المدرك حينما تصور مبتسما بثقة عارمة وبفخر مع ضابط صهيوني على كتفه نجمة داوود واضحة المعالم، لا بل كما قيل من قبل من رافقه ان الضحك والمسامرة بين صابر والضابط الاسرائيلي لم ينقطع، وصابر كان في افضل احواله، ولم تكن الصورة مقحمة او مفروضة عليه كما لمح في بيان رده.
البيان الذي اصدره صابر بعد انتشار فضيحة تطبيعه مع قاتل الفلسطينيين، وذابح اطفال وشيوخ وشباب ونساء واشجار العرب كان قباحة، وخفة بعقله وعقول شعب وطنه، والشعب العربي متناسيا انه دخل باذن العدو!
مشكلة بعض الفنانين العرب اقحام انفسهم بالسياسة العربية كطرف اما في موضوع إسرائيل فيتجمد عقلهم، ويناطحون السلام وحب الحياة، ولا يكترثون لأطفال فلسطين في سجون الصهاينة، ويتناسون تعمدا الشهداء، ومن يذبح يوميا على يد اهل الغدر والنفاق الصهاينة!
إن موضة استضافة الفنان في برامج حوارية ليمد لسانه ويعلمنا السياسة والوطنية اصبحت عاهة تصيب بعض الفنانين بعقدة الفهم الزائد، وبالتنظير الفائض، ولا عجب من صابر أن يزور فلسطين المحتلة بواسطة إسرائيل الارهابية وهو من دافع عن قتلة الشعب السوري، وسمعته ذات يوم مدافعا عن داعش وعن ما قيل يومها ثورة سورية ومعارضة، وقرأت له رفضه تكفير او انتقاد الدواعش...لا أدري من سمح له بإعطاء رأيه في حين المطلوب منه فتح فمه للغناء وليس للثرثرة ارضاءا لشخصية خليجية تكره سوريا ورئيسها بشار الاسد، وتتبناه فنيا، وتساعده في ان يكون ضمن فريق حكام برنامج هواة، فأعتقد صابر الذكي جدا أنه إذا كان طرفا في اللعبة الداخلية العربية يحقق فوزا مع شيخه، وإذا ذهب إلى الاراضي المحتلة بهذه الطريقة العوجاء، وبمصافحة الضباط الصهاينة حقق نجاحا عالميا!
صابر الذي رفض الغناء للجيش اللبناني حينما اتصل به الرائد والمتقاعد حاليا ( ا-ف ) طالبا منه ان ينشد أغنية لحامي الديار اللبنانية خاصة ان لبنان له فضل احتضانه وانتشاره فنيا اشترط ان يقبض ثمنا لغنائه، وجاء شرطه هذا بعد ان رفض اكثر من مرة طلب الغناء للجيش اللبناني!!
يقول الرائد:" حينما قال لي المعاون الاول ان المطرب التونسي صابر الرباعي رفض الغناء للجيش لم اصدقه، وكنت اعتقد انه محب لهذا الوطن وجيشنا هو وطننا، طلبت معاودة الاتصال والرغبة لافاجأ ان رفضه قاطعا، وبعد تدخل واسطة شخصية مدنية اشترط ان يتقاضى مبلغا من المال عن غنائه لجيشنا، حينها رفضت متابعة الاتصال به او السماح له أن يردد كلمة واحدة لجيشنا اللبناني، ويكفي جيشنا ان صوت السيدة صباح والسيدة فيروز والعملاق وديع الصافي رددوا اسمه، وبالطبع لم نأخذ أي اجراء معاكس فنحن نحترم رغبة كل شخص"!
إلى هنا ينتهي كلام الرائد لكاتب هذه السطور، مع افتخارنا ان ردة فعل جيشنا لم تكن سلبية ضد صابر بقدر احترام حريته، وهو لديه حرية الغناء أو الرفض، ولكن العجيب ان يتنقل صابر، ويتسامر، ويتصافح، ويتصور مع ضابط صهيوني اشتهر بذبح اهلنا في فلسطين، ويفتخر بحقده على العرب ويشطرت قبض المال بدل غنائه للجيش اللبناني الذي يقوم بحراسته حينما يغني على الاراضي اللبنانية بطيب خاطر وواجب وطني كي يؤمن راحته.
لسنا هنا لجلد صابر الرباعي لكونه جراء هذه الفعلة اصبح داعية للتطبيع مع دولة الصهاينة المحتلة لفلسطين التي لم يعد يتذكر وجودها ووجعها وإلا لم يتصرف بما تصرف، فقط نطالب مقاطعة بث أغانيه، وعدم التعامل معه، وعدم السماح له بدخول ارضنا التي لا تزال تمسح دموع غدر الصهاينة لها!
على صابر ان يعترف أنه أخطأ وكلنا نقع في الخطأ، حينها نسامحه، ونطنش عن فعلته الحمقاء، أما في موضوع الجيش اللبناني فليس مهما ان يصدح صوته لجيش هو الاشرف، ويقاتل بلحمه وروحه، يكفينا فخرا أن اهم واخطر الاصوات على الارض غنت له، ونسامحه فحرية الفرد مصانة، ورفض صابر الرباعي الغناء للجيش اللبناني تأتي ضمن حقوق حرية الفرد ولكن!
تعليقات
إرسال تعليق